أصابنى ذات يوم هم وقلق وحزن شديد، وكنت أسير فى إحدى شوارع مدينتى كالرجل المهزوم ، شارد الذهن ، فاقد الثقه ، مثقل بالديون .. التى لا أعرف لها نهاية .... وفجأة ... ألتقيت برجل بترت ساقاه ، وكان يجلس على مقعد خشبى ذى عجلات ، يقوده بيديه ، والتقيت به بعد أن عبر الشارع .. وحاول أن يرفع عجلاته فوق الرصيف ، ثم إلتقت عيناه بعينى .. وقال .. بإبتسامه عريضه .. صباح مشرق .. ويوم جميل .. أليس كذلك ؟
فوقفت أنظر إليه ، وعرفت كم أنا غنى ، إذ لدى ساقين ويمكننى السير بحريه .. وشعرت بالخجل لأننى أرثى نفسى ، فسألت :- لماذا كان سعيدا ، ومطمئنا وواثقا من نفسه ويبتسم للحياة ، وهو بدون ساقين ؟ فامتلأت نفسى بالشجاعه والثقه ، وتخلصت من قلقى وتوترى ، وعشت يومى لحظه بلحظه ، ورميت الماضى خلف ظهرى ، وأغلقت أبواب المستقبل .. الذى لم يأت بعد... وغيرت حياتى.. وها أنا بعد هذه السنين ...... أتذكر هذا اليوم ...بعدما حققت كل ما أحلم به.