كنت أفـكر ذات يــوم فـي حيـــوان الفـيــل، و فـجــأة اسـتـوقفـتـني فكـــرة حيــرتنــي و هـي حقيقة أن هـذه الـمـخـلوقـــات الضـخـمـة قـد تـم تقـيـيدهــا
فـي حـديـقــة الحيــوان بواسـطـة حـبـل صغــيــر يـلــف حــول قـــدم الـفـيــل الأمــاميــة، فـليــس هنــاك ســلاســل ضـخـمــة و لا أقفــاص كــان مــن المــلاحظ جــداً أن الفيــل يسـتـطـيع و بـبـســاطـة أن يتحــرر مـن قيــده فـي أي وقــت يشـــــاء لـكـنــه لـسبـب مـا لا يـقـدم علـى ذلــك.
شــاهدت مـدرب الفيــل بـالقــرب مـنــه و ســـألتـه :
لـم تقـــف هــذه الحيــوانـــات الضـخـمــة مــكـانهــا و لا تـقـوم بــ أي محـــاولـة للــهـرب ؟؟؟
حـسـنًـــا، أجـــاب المــدرب : حـيـنـمــا كـــانـت هـذه الحـيـوانـــات الـضـخمـة حـديثــة الـولادة و كـــانـت أصـغــر بــ كثـيـر ممـــا هــي عــلـيـه الآن، كنــا نسـتـخـدم لهــا نفــس حجـــم القيـد الحالــي لـنـربـطـهـا بــه. و كــانـت هــذه القـيــود -فـي ذلـك العمـر– كــافيـة لتقيـيـدهـــا.. و تـكــبـر هــذه الحـيـوانـــات معــتـقدة أنهـــا لا تــزال غـيــر قـــادرة على فـك القيــود و التحــرر منهــا بـل تظــل علـى اعتقـــاد أن الحبـل لا يـــزال يقـيـدهــا و لـذلـك هــي لا تـحــاول أبـــدًا أن تتـحــرر مـنــه، كـنـت منــدهشًــا جــدًا. هـــذه الحيـــوانـــات -التـي تمـــلك القـــوة لــرفع أوزان هــــــائلـة-
تـسـتـطيــع و ببـســاطـة أن تتحــرر مـن قيــودهـــا، لكـنهـا اعتقـــدت أنهــا لــم تستــطع فـ علـقــت مكـــانهـا كـحـيــوان الفيـــل.
_________________
الكـثـيــر منـــا أيضًـــا يـمـضـون فــي الحيـــاة معـلـقــيــن بـقنــــاعــة مفــادهــا أننــا لا نستطيـع أن ننجــــز أو نـغيـــر شـيئًـــا و ذلــك ببــساطــة لأننــا نعـتـقـد أننـــا عــــاجــزون عـن ذلــك، أو أننـــا حــاولنـا ذآت يـــوم و لــم نـفـلـح.
"" حـــاول أن تـصـنـع شـيئًــا.. و تـغـيــر مـــن حــيـاتـك بـشـكـل إيـجـــابـي و بــطـريـقــة إيــجـابـيـــة . ""